تتبارى عشرة أفلام من ميدلت والفقيه بنصالح وفاس والدار البيضاء والرباط وخريبكة وورزازات على جوائز الدورة العاشرة لمسابقة محمد مزيان للسينمائيين الهواة وذلك في اطار دورة سنة 2014 لملتقى السينما المغربية الذي ستحتضن فعالياته مدينة سيدي قاسم من 15 الى 19 ماي الجاري . يتعلق الأمر بالعناوين التالية : " الراعية " لفاطمة أكلاز (الفقيه بنصالح) و" ناقص 12 " لمحمد خلال (خريبكة) و " سينتا " لمحمد السملالي (الرباط) و " بيادق " لمهدي الادريسي (ورزازات) و " قوس قزح " لسيرين ولوت و " عزرائيل في الموعد " لهشام الغافولي (فاس) و " الفاكهة المحرمة " لنورى أزروال و " حالة اكتئاب " لمراد خلو (ميدلت) و " فابولاري " لدلال العراقي و " عرس الذيب " لمحمد الحوري (الدار البيضاء) .
الجوائز التي ستمنحها للأفلام الفائزة لجنة التحكيم الرسمية ، برئاسة المخرج داوود أولاد السيد وعضوية الناقد ادريس القري والتقني موحى الموسوي والممثلين صلاح ديزان وفاطمة الزهراء أحرار ، ثلاث : الأولى قيمتها المالية 5000 درهم ، والثانية والثالثة رمزيتان . هذا بالاضافة الى جائزة دون كيشوط التي تمنحها لأفضل فيلم الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب من خلال لجنة ثلاثية الأعضاء مكونة من السينيفيليين عبد العالي لخليطي (عضو المكتب الجامعي – جواسم) وعلي خدود (رئيس سابق لجمعية النادي السينمائي بسيدي قاسم) و بوشتى المشروح (عن نادي جمعية الأمل الوطنية للثقافة والفن بفاس) .
وتجدر الاشارة الى أن مسابقة محمد مزيان للسينمائيين الهواة تعتبر أقدم مسابقة مغربية خاصة بالهواة ، أبدعها الباحث السينمائي الدكتور حميد اتباتو واقترحها على ادارة ملتقى سيدي قاسم للسينما المغربية تزامنا مع وفاة المخرج الراحل محمد مزيان سنة 2005 ليتم استنساخ هذه الفكرة بشكل حرفي وتقليدها لاحقا من طرف تظاهرات سينمائية أخرى .
فيما يلي ورقة تعرف بالسينمائي الراحل محمد مزيان :
في أفق اصدار كتاب سنة 2015 ، بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله ، يوثق لتجربته السينمائية ويعرف بها بشكل أوسع ، نحيي ادارة ملتقى السينما المغربية بسيدي قاسم التي أطلقت اسم محمد مزيان على مسابقة السينمائيين الهواة ، كما نحيي صديقنا العزيز الدكتور حميد اتباتو ، الذي عمل ويعمل دوما من خلال مبادراته المتعددة هنا وهناك على ترسيخ ثقافة الاعتراف بمبدعينا أحياء وأموات .
محمد مزيان سينمائي أصيل ، ابن للهامش ومناضل من داخل الهامش ، اعتبره البعض بمثابة ضمير السينما المغربية نظرا لغيرته الصادقة على الفن السابع وانتقاداته اللاذعة أحيانا لمدبري شؤونه ببلادنا ، ونظرا كذلك لتفانيه في خدمة صناع الأفلام وعشاق السينما وثقافتها من الهواة وأطر الأندية السينمائية وغيرهم على امتداد ربع قرن من الزمان (1974- 2005) .
تشهد له الفيلموغرافيا السينمائية المغربية ببصمة خاصة في المونطاج تركها على جسد مجموعة من الأفلام نذكر منها على سبيل المثال العناوين التالية : " رماد الزريبة " (1976) للراحل محمد الركاب وآخرين و " في الطريق " (1979) للراحل أحمد المسناوي و " غياب " (1981) لسعد الشرايبي و " طوير الجنة " (1981) لحميد بنسعيد و " أيام شهرزاد الجميلة " (1982) لمصطفى الدرقاوي و " ابراهيم ياش ؟ " (1982) لنبيل لحلو و" الزفت " (1984) للطيب الصديقي و " الناعورة " (1984) لعبد الكريم الدرقاوي والراحل مولاي ادريس الكتاني و " تراكمات " (1984) لنور الدين كونجار و " عرس الآخرين " (1990) لحسن بنجلون و " الشاهد " (1990) للمخرج محمد دانسوغو كامارا (من غينيا) و " قاعة الانتظار " (1991) لنور الدين كونجار و " أيام من حياة عادية " (1991) لسعد الشرايبي و " خفايا " (1995) للراحل أحمد ياشفين و " دولار " (1995) لمحمد منخار و " المقاوم المجهول " (1997) للعربي بناني و " زنقة القاهرة " (1998) لعبد الكريم الدرقاوي و " فاراو أم الرمال " (1998) للمخرج المالي عبدولاي أسكوفاري و " مقبرة الرحمات " (2000) لعلي الطاهري و " غراميات الحاج المختار الصولدي " (2001) لمصطفى الدرقاوي و " طيف نزار " (2001) لكمال كمال و " بيانو " (2002) للحسن زينون ...
ارتبط اسم محمد مزيان بالجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم) منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي ولم يبخل على روادها ومنخرطيها بنصائحه وارشاداته وأفكاره الجمعوية ومعرفته السينمائية ، حيث ساهم في تأطير العديد من الورشات حول كتابة السيناريو والاخراج والمونطاج والتصوير ومختلف التقنيات السينمائية عموما عبر التظاهرات السينمائية التي نظمت في مدن كثيرة كتازة ومرتيل وسيدي قاسم وأزرو والرباط وفاس ... كما وضع الأفلام الثلاثة القصيرة التي أخرجها ، " نوح " (1995) و " حورية " (1998) و " رؤى " (2000) ، رهن اشارة الأندية والجمعيات السينمائية مجانا .
ولد الراحل محمد مزيان بجماعة بركين (اقليم جرسيف) سنة 1945 ، وبعد الدراسة الابتدائية والثانوية سافر الى باريس سنة 1969 حيث تلقى تكوينا نظريا وتطبيقيا في التصوير الفوتوغرافي والمونطاج السينمائي وتقنيات سمعية بصرية أخرى بمدرسة " فوجيرار " ومعاهد أخرى . وفور عودته الى المغرب سنة 1974 التحق بالتلفزة المغربية كمتعاون في تخصصه المونطاج وقام بتركيب العديد من البرامج والروبورتاجات . انتقل بعد ذلك سنة 1977 الى المركز السينمائي المغربي حيث كلف بتركيب مجموعة من الأفلام ، الا أنه لم يمكث طويلا بهذه المؤسسة العمومية الوصية على قطاعنا السينمائي اذ بعد سنوات معدودة قدم استقالته ليمارس عشقه للسينما وتركيب صورها بعيدا عن اكراهات وضوابط العمل الاداري .
وبالموازاة مع عمله السينمائي كموضب مارس مزيان تدريس المونطاج من 1978 الى 1983 بمعهد الحسن الثاني للتواصل السمعي البصري بالدار البيضاء ، كما مارس تدريس التصوير الفوتوغرافي بالمعهد العالي للصحافة بالرباط في موسم 1982-1983 .
حصل مزيان سنة 1995 على جائزة المونطاج بالمهرجان السينمائي الوطني بطنجة عن تركيبه للفيلم القصير " لعبة القدر " (1994) من اخراج عمر الشرايبي ، كما حصل سنة 1998 على جائزة المونطاج بمهرجان جنوب افريقيا عن تركيبه لفيلم " فاراو أم الرمال " للمخرج المالي عبدولاي أسكوفاري .
توفي محمد مزيان بأحد فنادق الدار البيضاء يوم الخميس 20 يناير 2005 .